تاريخ في الظل

إن تاريخ في الظل للكاتب والمؤرخ وليد فكري هو كتاب فيه جوانب من التاريخ نادر ما تُروى وتظل غالبًا بعيدة عن الأضواء. يستفرد فكري بأحداث وشخصيات تاريخية لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه، المشترك بينها أنها تركت أثر عميق رغم كونها "في الظل". يستخدم الكاتب أسلوبه السهل والمشوق، مما يجعل كتابه جذابًا لغير المتخصصين بالتاريخ، قهو يسعى لكسر الصورة النمطية عن التاريخ كعلم جاف يعج بالأحداث المعروفة فقط. أسلوب الكتاب يستخدم فكري أسلوب سردي في قصص منسية وأخرى مهملة من التاريخ العربي والإسلامي، مثل حكايات أصحاب النفوذ من العامة، وبعض المواقف لأبطال ثانويين أسهموا في تشكيل مجرى الأحداث. ويوضح فكري أن هذه القصص المهملة والمخفية هي أيضًا قد تعيد تشكيل نظرتنا للعديد من الأحداث التاريخية المهمة، وأن فهمنا للتاريخ قد يكون غير مكتمل لو تجاهلنا هذه الأجزاء "المظلومة". يهدف الكتاب أيضًا إلى طرح أسئلة حول تأثير التاريخ الرسمي، ومن الذي يتحكم برواية هذا التاريخ وكيف سردت الأحداث بما يتناسب مع مصالح أخرى لأطراف معينة، بينما تهمل أحداث أخرى لتتلاشى. إن تاريخ في الظل هو تجربة لإعادة الاعتبار للتاريخ عبر سرد غير روتيني يكشف عن أحداث وشخصيات ساهمت بشكل خفي لكنها مؤثرة في مسار التاريخ. يظهر وليد فكري في هذا العمل رؤية مختلفة، تستهدف القارئ المهتم بفهم خفايا الماضي وكشف الغطاء عن الجوانب التي لم تتصدر في كتب التاريخ المدرسي، أيضًا يعكس الكتاب كذلك روح الكاتب التي تتصف بالحس النقدي والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، ذلك الأمر الذي يجعله دعوة للقارئ لإعادة التفكير والتساؤل عن صحة ما تعلمه حول التاريخ.