المساكين

رواية المساكين للكاتب دوستوفيسكي والتي تُرجمت أحيانًا إلى الفقراء هي أول رواية كتبها فيودور دوستويفسكي، وكتبها على مدى تسعة أشهر بين عامي 1844 و1845، كان دوستويفسكي يعاني من صعوبات مالية بسبب أسلوب حياته الباذخ وإدمانه المتزايد على المقامرة؛ وعلى الرغم من أنه أنتج بعض الترجمات للروايات الأجنبية، إلا أنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا، وقرر كتابة رواية خاصة به لمحاولة جمع الأموال. مستوحاة من أعمال غوغول وبشكين وكارامزين، بالإضافة إلى المؤلفين الإنجليز والفرنسيين، كتبت الفقراء في شكل رسائل بين الشخصيتين الرئيسيتين، ماكار ديفوشكين وفارفارا دوبروسيلوفا، وهما أبناء عمومة من الدرجة الثالثة، تعرض الرواية حياة الفقراء وعلاقتهم بالأثرياء والفقر بشكل عام، وهي كلها موضوعات مشتركة في الأدب الطبيعي. نشأت بينهما صداقة عميقة ولكنها غريبة حتى فقدت دوبروسيلوفا اهتمامها بالأدب، ثم بعد ذلك في التواصل مع ديفوشكين بعد أن تقدم لها أرمل ثري السيد بيكوف عرض الزواج، احتفظ ديفوشكين، وهو النموذج الأولي للموظف الذي وجد في العديد من أعمال الأدب الطبيعي في ذلك الوقت، بخصائصه العاطفية؛ هجرت دوبروسيلوفا الفن، في حين لم تستطع ديفوشكين العيش بدون الأدب. أشاد النقاد المعاصرون برواية المساكين لموضوعاتها الإنسانية، وبينما أطلق فيساريون بيلينسكي على الرواية لقب "أول رواية اجتماعية" في روسيا، ووصفها ألكسندر هيرزن بأنها عمل اشتراكي كبير، اكتشف نقاد آخرون محاكاة ساخرة وهجائية، تستخدم الرواية تعددًا معقدًا للأصوات من وجهات نظر ورواة مختلفين.