حياة على باب التلاجة

"حياة على باب التلاجة" هي رواية للكاتبة أليس كوبيرز تحكي فيها العلاقة بين أم وابنتها من خلال الملاحظات التي تتركانها لبعضهما البعض على باب الثلاجة، تبنى الرواية بالكامل عن طريق هذه الرسائل القصيرة التي تكتبها كلٌّ من الأم التي تعمل بجدّ كممرضة، والابنة كلير التي تعيش مراهقتها وتواجه الكثير من التحديات المدرسية والاجتماعية. تظهر من خلال الرسائل الصغيرة كبر الانشغال والانفصال بين الأم وابنتها، إذ هما في الغالب لا يتقابلان بسبب أوقات عمل الأم والتزامات كلير المدرسية والاجتماعية، بداية الرسائل تكون بأمور بسيطة ويومية، كطلب من كلير أن تشتري الحليب أو أن تعود في وقت معين ولا تتأخر عنه، أو حتى كلمات لطيفة تُعبّر عن الحب، لكن بشكل تدريجي تبدأ الأمور بالتحول عندما تكتشف الأم إصابتها بالسرطان، فينعكس ذلك في نبرة الرسائل ويزداد حجم قوتها العاطفية. طريقة السرد تستخدم كوبيرز تلك الطريقة الفريدة في السرد حتى تجعل القارئ يعيش تجربة التواصل الصامت الذي يعج بالمشاعر المعقدة الناشئة بين الأم وابنتها. تعكس الرواية مشاعر الحب والخوف والفرح والحزن وترينا كيف يمكن للكلمات البسيطة أن تعبّر عن أعماق الروح، بالتحديد عندما يصبح الوقت المتبقي قليل. الكتاب يعكس بشكل صادق العلاقات الأسرية الهشة والاعتماد الكبير على التواصل الغير المباشر، خصوصًا في هذا العصر الحديث حيث تتداخل الواجبات والضغوط وتزداد الالتزامات. وبالرغم من قصره وسهولة لغته، إلا أنه يترك أثر عميق في نفس القارئ، فهو يجعله يتساءل عن قيمة العلاقات وكيف يمكن للحظات الحياة البسيطة أن تعني الكثير داخلنا.