مسيو ابراهيم وزهور القرآن

رواية مسيو إبراهيم وزهور القرآن من تأليف الكاتب ايريك امانويل شميت، ويتكلم في هذه الرواية عن علاقة استثنائية تجمع بين شخصيتين متناقضتين هما كهل مسلم وصبي يهودي، ويقدم شميت تساؤلات عميقة حول مدى قدرة المعرفة على تجاوز الحواجز العنصرية والثقافية والدينية في المجتمع الحديث، حيث يبني الرواية على تقنية الحوار المستمر بين بطليها الصبي والسيد، وفي اللقاء الأول بينهما يحدث داخل محل بقالة صغير في شارع بلو الباريسي، والذي يصبح مساحة مكانية ضيقة، لكنها تمثل نافذة واسعة على العالم الروحاني الذي يفيض به السيد إبراهيم مقدما للصبي اليهودي رؤى جديدة عن الحياة تتجاوز حدود الاختلاف الديني والثقافي. نبذة عن محتوى الرواية يبدأ اللقاء بين بطلي الرواية في لحظة فارقة في حياة الصبي موييس الذي يعاني الوحدة بعد تخلي والدته عنه مبكرا وانغماس والده العاطل في ظلام نفسي، حيث يجد نفسه وحيدا يتحمل أعباء الدراسة والعمل وتدبير شؤون المنزل، وأثناء مروره بالبقالة الصغيرة يتعرف على السيد إبراهيم الكهل المسلم السبعيني المعروف في الحي اليهودي بابتسامته الدائمة وصمته، وهو الذي يقضي يومه كاملا في متجره، وأيضا يصفه موييس ببساطة ويقول كان مسيو إبراهيم عجوزا منذ عرفناه بملامحه المميزة التي تحمل روح الحكمة والهدوء، وتنشأ علاقة خاصة بين الصبي والسيد إبراهيم بسبب مفارقة غير متوقعة، إذ يسرق الصبي علب الطعام من بقالة السيد إبراهيم بدافع عنصري معتقدا أنه لن يلاحظ، ولكن السيد إبراهيم يعلم ويختار مواجهة الأمر بروح مرحة وابتسامة، فيطلق على الصبي لقب مومو ليخفف عنه الخجل، ويبدأ بتعليمه طرقا لتوفير المال دون اللجوء للسرقة، وتدريجيا تتحول العلاقة إلى حوارات يومية مليئة بالتوجيه والفضول تفتح أمام الصبي نافذة على عالم الكبار والحب.