كنت شابًا في الثمانينيات

إن كنت شابًا في الثمانينيات لمحمود عبد الشكور الذي هو كاتب وناقد مصري، يمتلك أسلوب سردي مميز يدمج فيه ما بين الحنين والواقعية، ففي كتابه "كنت شابًا في الثمانينيات"، يفتح لنا نافذة واسعة على فترة محورية وهامة في تاريخ مصر الحديث، حيث كانت وقتها الحياة مليئة بالتناقضات والآمال والتحديات، إن الكتاب يأخذنا كقراء في رحلة إلى زمن سابق كانت فيه أحلام الشباب تمتزج بالأغاني، والأفلام، والكتب، والنشاط الاجتماعي. لمحة عن الكتاب يروي عبد الشكور ذكرياته كشاب عادي عاش تلك الفترة بتفاصيلها الدقيقة، ابتداءًا من تلك الأحاديث اليومية البسيطة وصولًا إلى التحولات الكبرى التي قد أثرت على الأفراد والمجتمع، كما يتحدث عن ملامح الشوارع، موضة الملابس، وحتى المقاهي التي كانت ملجيء للشباب المثقف، كما يبرز دور السينما المصرية التي كانت في قمة عطائها، وكيف انعكست أفلام تلك الحقبة على تشكيل وجدان جيل بأكمله. مواضيع الكتاي لا يقتصر الكتاب على عرض الحنين وحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على القضايا السياسية والاقتصادية التي قد شكلت ملامح المرحلة، ويتحدث عن تأثير الانفتاح الاقتصادي، وحلم الهجرة الذي راود الجميع، بالإضافة إلى الصراعات الفكرية ما بين اليسار والتيارات الإسلامية، كل هذا بأسلوب إنساني يجعل القارئ يحس وكأنه يعيش تلك الأيام بنفسه. كنت شابًا في الثمانينيات لمحمود عبد الشكور ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو أيضًا مرآة لجيل كامل، يعيد عرض الماضي بعيون ناقدة ومحبة عاشت بعمق في تلك السنوات التي كونت الهوية الثقافية والاجتماعية لكثيرين.