مطرقة الساحرات

معظم مقدمات المترجمين تبدو تقليدية ومملة، لكن هنا، الأمر مختلف، افتح عينيك جيدا واصبر قليلا، لأن مقدمة هذا الكتاب تستحق الانتباه، لا تتخطاها كما تفعل مع غيرها، بل قف وتأمل، هذا الكتاب للكاتب احمد خالد مصطفي ، إنه يحمل بين دفتيه شرا بمعنى الكلمة، ولا يمكن تجاهله دون التحذير منه، تماما كما كان هاروت وماروت يعلمان الناس السحر ويحذرونهم قائلين: إنما نحن فتنة فلا تكفر، أقول لك أيضا، أيها القارئ، هذا الكتاب عن السحر، وهذا الكتاب فتنة. خلاصة الكتاب إنه كتاب تسبب في فتن أحرقت العقول والقلوب في العصور الوسطى، كما أريق الدماء بسببه، وأُحرقت النفوس باسم ما ورد فيه، إنه خلاصة كتاب مطرقة الساحرات، الذي كان أداة سفك وحرق في زمن غابر. هذا الكتاب يمثل أحلك ما يمكن أن يكتبه إنسان، حيث ذهب ضحيته أكثر من ربع مليون امرأة، أريقت دماؤهن وألقي بهن في ألسنة اللهب، كل ذلك باسم هذا الكتاب، قد لا يكون كاتبه أنسانا على الإطلاق، بل شيطان متجسد في هيئة قس يدعى هنريش كريمر، تحت عباءة الدين، خرج هذا الشر إلى النور، مغلفا بمظاهر القداسة، ليعمي القلوب ويغسل عقول الملايين. أهداف الكتاب ● يهدف الكتاب إلى تعريف السحر بشكل دقيق، ووضع معايير للتعرف على السحرة والساحرات في المجتمعات الأوروبية. ● كان الكتاب أداة أساسية لمحاكم التفتيش، حيث وفر الحجج الدينية والقانونية لمعاقبة من يشبه في تورطهم بالسحر. ● يركز الكتاب على إثبات أن السحر ليس مجرد خرافة، بل هو تهديد حقيقي مدعوم بقوى شيطانية.