فتاة الياقة الزرقاء

في روايته الجديدة يقدم لنا الكاتب عمرو عبد الحميد تجربة أدبية مثيرة تعكس عبقرية السرد التي اعتدناها في أعماله السابقة، وذلك بأسلوبه السلس والمشوق، حيث يأخذنا في رحلة عميقة تمزج بين الواقع والخيال، وأيضا تتشابك الأسرار العائلية مع خطوط القدر الغامضة، حيث يبدع الكاتب في سرد أحداث الرواية لجعلها ممتعة ومشوقة. نبذة عن الرواية في هذا النص يتحدث الكاتب عن يوم غير اعتيادي اجتمعت فيه العائلة بشكل جماعي في الصباح الباكر في منزله استعدادا لذهاب والديه إلى المدينة لتسلم أخته الصغيرة من مخفر الشرطة، ويصور المشهد حالة الترقب والفضول التي خيمت على الأجواء، حيث تجمع الأقارب حول شاشة التلفاز يصغون باهتمام إلى المذيعة وهي تعلن قائمة من الأسماء، وعندما نطق اسم الأخت الصغيرة عم الفرح والتهليل المكان، وكأن حدث استثنائي وقع، ووسط هذه اللحظات العاطفية يسأل الطفل خالته ببراءته هل تجمعتم هكذا يوم ذهاب أبي وأمي لتسلمي أنا من المدينة؟ ابتسمت الخالة ابتسامة مشوبة بالحنين، وأوضحت له أن وضعه كان مختلفا، حيث استلمه والده ووالدته من مخفر الشرطة المحلي في القرية تماما كغيره من أطفال القرية، ولكن اخته الصغيرة سوزان لها وضع خاص فهي تنتمي إلى ذوات الياقة الزرقاء، وبعد ذلك تتأمل الخالة قليلا قبل أن تعبر عن مشاعر مختلطة مؤكدة له أن سوزان كانت بمثابة هدية إلهية جاءت في الوقت المناسب لتبعث الأمل في حياة العائلة.