فى سبيل التاج

هي مأساة شعرية تمثيلية كتبها المؤلف مصطفي لطفي المنفلوطي عام 1895، تحمل في طياتها معاني عميقة وتجسد صراعا أخلاقيا راقيا، حيث تدور أحداث القصة حول شاب يدعي قسطنطين، الذي وجد نفسه في مواجهة صراع داخلي عنيف بين عاطفتين جياشتين: حب الأسرة من جهة، وحب الوطن من جهة أخرى، وبرغم قسوة الاختيار، قرر التضحية بحب الأسرة وفداء وطنه بكل ما يملك، إلا أن التضحية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أقدم بعدها على التضحية بحياته نفسها حفاظا على شرف الأسرة الذي خونه والده برانكومير. أحداث الرواية تتصاعد الأحداث بشكل درامي في الأجزاء الأخيرة من القصة، حيث يظهر صراع جديد بين قسطنطين وزوجة أبيه الأميرة بازيليد، مما يضفي على القصة عمقا إضافيا ويكشف أبعادا جديدة لشخصياتها، لقد أبدع المؤلف في صياغة هذه المأساة، حيث جاءت اللغة سلسة وأسلوب السرد ممتعا ومؤثر، كما أن الأفكار تسلسلت بشكل منطقي ومتماسك، بينما كانت الأحداث واضحة ومشوقة، بحيث يسهل على القارئ متابعتها دون غموض أو تعقيد، أما شخصيات الرواية، فقد تجلت أخلاقهم وطبائعهم من خلال أقوالهم وأفعالهم بشكل جعلهم أحياء في أذهان القراء. وعندما تناول الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي هذه المأساة، قام بنقل موضوعها إلى اللغة العربية بأسلوب روائي مميز، ليحولها إلى قصة أدبية رائعة، وبرغم أن المنفلوطي قد لخص الرواية الأصلية، إلا أنه استطاع أن يحافظ على روحها الأصلية وجوهرها العميق، وأضاف إليها لمسته الأدبية الخاصة التي جعلت أسلوبها جذابا ومؤثرا، حتى استحو