الذات المنقسمة

في كتابه "الذات المنقسمة" (1960)، قارن لاينج بين تجربة الشخص "الآمن وجوديًا" وتجربة الشخص الذي "لا يستطيع أن يأخذ حقيقة وحيوية واستقلالية وهوية نفسه والآخرين كأمر مسلم به" والذي يبتكر بالتالي استراتيجيات لتجنب "فقدان ذاته". يشرح لاينج كيف أننا جميعًا موجودون في العالم ككائنات، يتم تعريفنا من قبل الآخرين الذين يحملون نموذجًا عنا في رؤوسهم، تمامًا كما نحمل نماذج عنهم في رؤوسنا، في كتابات لاحقة، غالبًا ما يأخذ هذا إلى مستويات أعمق، ويشرح بجهد كيف أن "أ يعرف أن ب يعرف أن أ يعرف أن ب يعرف...". تنبع مشاعرنا ودوافعنا إلى حد كبير من حالة "الوجود في العالم" بمعنى الوجود من أجل الآخرين، الذين يوجدون من أجلنا، بدون هذا نعاني من "انعدام الأمن الوجودي"، وهي الحالة التي غالبًا ما يتم التعبير عنها من حيث "الموت" من قبل أشخاص ما زالوا على قيد الحياة جسديًا بوضوح. كان الهدف من هذا العمل المحوري هو جعل الجنون مفهومًا، وبذلك أحدث ثورة في الطريقة التي ندرك بها المرض العقلي. باستخدام دراسات حالة للمرضى الذين عمل معهم، زعم الطبيب النفسي ر. د. لينج أن الذهان ليس حالة طبية، بل هو نتيجة "للذات المنقسمة"، أو التوتر بين الشخصيتين داخلنا: واحدة هويتنا الأصيلة الخاصة، والأخرى الذات "العاقلة" الزائفة التي نقدمها للعالم. قدم نهج لينج الجذري للجنون تحليلاً وجوديًا ثريًا للاغتراب الشخصي وجعله شخصية عبادة في الستينيات، ومع ذلك كان عمله أكثر أهمية لموقفه الإنساني، الذي أعاد المريض إلى مركز العلاج. ولد ر. د. لينج (1927-1989)، أحد أشهر الأطباء النفسيين في العصر الحديث، في جلاسكو، اسكتلندا.