الجريمة العثمانية

الجريمة العثمانية لوليد فكري إن كتاب الجريمة العثمانية للمؤرخ وليد فكري هو عمل جريء ويتناول فيه الكثير من الجرائم والانتهاكات التي قام بارتكابها العثمانيون خلال فترة حكمهم الطويلة للمنطقة العربية. حيث يعتمد فكري على استعراض أحداث وشخصيات تاريخية حقيقية، ويدعمها بوثائق وشهادات، حتى يكشف من خلالها عن ممارسات العثمانيين التي يظن أنها شكلت تعدي على الحقوق والحريات في حقبة سيطرتهم على البلاد. وصف وليد فكري للسلطة العثمانية في كتابه يصف وليد فكري كيف استغل العثمانيون قوتهم العسكرية ونفوذهم الديني حتى يسيطروا على كل المجتمعات، وقد فصل في أساليب القمع والعقوبات التي كانوا يمارسونها ليرسخوا حكمهم، ومن أهم هذه الأساليب فرض الضرائب الباهظة، واستنزفززا ثروات البلاد، بالإضافة إلى التجنيد الإجباري للشباب في الحروب العثمانية، والتي كانت تهدف لخدمة أجندات توسعية بحتة دون النظر لمصلحة البلاد التابعة. يبرز الكتاب أيضًا رغبة العثمانيون في السيطرة الكاملة على المجتمعات، ولم يترددوا في توظيف الخيانة والتآمر عند الحاجة، ولقد لجأوا في بعض الأحيان إلى التخلص من حكام أو زعماء محليين يحظون بشعبية كبيرة ليتمكنوا من فرض نفوذهم. ويعرض فكري أمثلة على المذابح التي ارتكبها العثمانيون تجاه المعارضين أو الجماعات التي اعتبرت "غير داعمة"، مما خلق حالة من الرعب والاضطهاد بين السكان. كما يركز الكتاب على فكرة أن حكم العثمانيين كان له تأثير طويل الأمد على تطور المجتمعات العربية، ليس فقط في المجال الاقتصادي والسياسي، بل أيضًا على التجاه الاجتماعي والثقافي، حيث يرى فكري أن بعض من مظاهر التخلف والاستبداد السياسي في المنطقة اليوم لها جذور تاريخية ترتبط بتلك الفترة. ويطرح المؤلف في النهاية تساؤلات عن كيفية تصحيح هذه المفاهيم التاريخية وكيف نبني وعي جديد يساهم في تحرير الفكر العربي.