منازل السائرين إلى الحق عز شأنه

منازل السائرين الى الحق عز شأنه لعبد الله بن محمد الأنصاري الهروي درجات الرضا تتمحور حول ثلاث درجات حيث أن الدرجة الأولى هي رضا العامة وفيها تتعلق بالرضا بالله كرب وإله، وهي حالة من قبول واقع أن الله هو خالق كل شيء، بينما قد يسخط العبد من ذات العباد أو المخلوقات، أما الدرجة الثانية فهي الرضا عن الله تعالى ويتعلق بالقبول بما قضى الله وقدّر، ويشمل ذلك الرضا في جميع حالات الحياة، سواء كانت جيدة أو سيئة. كما يشير الكاتب إلى أن هذا الرضا يتطلب شروطا معينة: استواء الحالات: ضرورة قبول العبد جميع الأحوال دون تمييز. سقوط الخصومة مع الخلق: تجاوز العداء والخصومة مع الآخرين. الإخلاص والإلحاح في الدعاء: التأكيد على أهمية النية الصافية في التواصل مع الله. أما الدرجة الثالثة فهي الرضا برضا الله تعالى وهي أعلى درجات الرضا، حيث يصل العبد إلى مرحلة لا يرى فيها لنفسه اختيارا، ويكون متقبلا لما يقدر عليه بطيب نفس، حتى لو أدخل النار، حيث تظهر هذه الدرجة التفاني الكامل والتسليم لما يختاره الله، بعيدا عن مقاومة أو تمييز. نبذة عن المؤلف أبو إسماعيل الأنصاري الهروي، وهو أحد أبرز أعلام التصوف في التاريخ الإسلامي، ولد في عام 396 هـ، ويعود نسبه إلى أبي أيوب الأنصاري، الصحابي الجليل الذي كان له دور مهم في دعم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء فترة الدعوة. يعتبر الهروي من علماء الصوفية الكبار، وقد سمي بـ شيخ الإسلام نظرا لمكانته العلمية العالية ومدى تأثيره في مجالات الفقه والتصوف، يعرف بأنه كان له دور فعال في نقل وتعليم مبادئ الشريعة الإسلامية وكذلك القيم الروحية التي تشكل جوهر التصوف.