وحوش مخيفة

في روايتها وحوش مخيفة تسلط ميشيل دي كريتسير الضوء على ثلاثة من أفظع الآفات التي تعاني منها المجتمعات وهم العنصرية وكراهية النساء والتحيز ضد كبار السن، وتتحدث الرواية عن قصتين منفصلتين تروي كل واحدة منهما قصة مهاجر من أصول آسيوية اختار العيش في أستراليا، كما أثرت الهجرة في حياة شخصيات الرواية وغيرت عالمهم جذريا فإن الكاتبة تعيد تشكيل بنية روايتها بطريقة مبتكرة، والحكايتان متصلتان بنهاية معكوسة، مما يتيح للقارئ حرية اختيار نقطة البداية، ليغوص في رحلة أدبية تستكشف أبعاد الظلم والتحيز بأسلوب فريد ومؤثر. نبذة عن أحداث الكتاب يتحدث الكتاب عن تجربتين منفصلتين، وتحكي كل منهما قصة مهاجر من أصول آسيوية يعيش في ظروف مختلفة تماما، ولكنهما تشتركان في مواجهة العنصرية والاضطهاد، وفي حكاية ليلي نتابع فتاة قامت عائلتها بالهجرة من آسيا إلى أستراليا خلال فترة مراهقتها، ثم عملت بالتدريس في فرنسا في الثمانينات، وهناك كونت صداقات جديدة وواجهت العنصرية التي يعاني منها المهاجرون من شمال إفريقيا، بينما كانت تعيش في خوف دائم من جارها غريب الأطوار، وأيضا تسعى ليلي جاهدة لتكون امرأة حرة وذكية مثل أيقونتها سيمون دي بوفوار، وذلك في رحلة لا تخلو من التحديات، أما في حكاية لايل يأخذنا الكتاب إلى أستراليا في مستقبل قريب، حيث يعمل لايل لصالح إدارة حكومية قمعية وبوصفه مهاجر آسيوي يعيش تحت تهديد الترحيل القسري إلى وطنه الأم، ويحاول الاندماج بتبني ما تسمى القيم الأسترالية، ولكنه يواجه تعقيدات أسرية تشمل زوجته الطموحة وولديه العنيدين ووالدته المسنة المتمسكة بآرائها.