اجمل قصة في تاريخ الفلسفة

كتاب أجمل قصة في تاريخ الفلسفة للكاتب لوك فيري، "كان الفلاسفة اليونانيون ينظرون إلى الماضي والمستقبل باعتبارهما الشرور الأساسية التي تثقل كاهل الحياة البشرية، ومصدر كل القلق الذي يبتلي الحاضر، واللحظة الحاضرة هي البعد الوحيد من الوجود الذي يستحق أن نعيش فيه، لأنه البعد الوحيد المتاح لنا. وكانوا يحبون أن يذكرونا بأن الماضي لم يعد موجوداً وأن المستقبل لم يأت بعد؛ ومع ذلك فإننا نعيش تقريباً كل حياتنا في مكان ما بين الذكريات والتطلعات والحنين والتوقعات. ونتصور أننا سنكون أكثر سعادة إذا اشترينا حذاءً جديداً، أو جهاز كمبيوتر أسرع، أو منزلاً أكبر، أو عطلات أكثر غرابة، أو أصدقاء مختلفين... ولكن بالندم على الماضي أو تخمين المستقبل، فإننا ننتهي إلى فقدان الحياة الوحيدة التي تستحق أن نعيشها: الحياة التي تنطلق من هنا والآن وتستحق أن نتذوقها". "إن القوة والجمال والذكاء ـ وهي كلها مواهب طبيعية ننالها الإنسان منذ ولادته ـ هي صفات بديهية، ولكنها ليست أخلاقية على المستوى الأخلاقي. فبوسعك أن تستخدم قوتك أو جمالك أو ذكائك لارتكاب أبشع الجرائم، وبهذا وحده تبرهن على أن المواهب الطبيعية لا تتسم بالفضيلة في جوهرها. وعلى هذا فإنك تستطيع أن تختار الاستخدام الذي تريد أن تستخدمه، سواء كان خيراً أو شراً، ولكن الاستخدام هو الذي يكون أخلاقياً أو غير أخلاقي، وليس المواهب نفسها. وهكذا تصبح "الإرادة الحرة" العامل الحاسم في تحديد أخلاقية الفعل. وبهذه الفكرة أحدثت المسيحية ثورة في تاريخ الفكر. ولأول مرة في تاريخ البشرية أصبحت الحرية وليس الطبيعة هي الأساس الذي تقوم عليه الأخلاق".