عملية الحضور

يشير كتاب عملية الحضور للكاتب مايكل براون إلى مفهوم أساسي في علم النفس العاطفي والروحاني، وهو كيفية استجابتنا لمشاعرنا عند الانزعاج. عندما نكون منزعجين، قد نجد صعوبة في التحكم في ردود أفعالنا والتصرف بوعي لأننا غالبًا ما نلجأ إلى أنماط سلوك عميقة ومتكررة قد تكون مؤذية. السبب في ذلك يعود إلى ما يُطلق عليه "البصمات العاطفية"، وهي تجارب سابقة تمت برمجتها في داخلنا خلال سنوات الطفولة الأولى، حيث تشكلت ردود أفعالنا بناءً على تجاربنا والاقتداء بالآخرين. تشرح الفقرة كيف أن هذه البصمات العاطفية تصبح ردود أفعال لاواعية عندما نواجه مواقف تسبب لنا التوتر أو الغضب. إلى أن نتمكن من تحديد هذه البصمات والتعامل معها بوعي، نجد أنفسنا نكرر سلوكيات قديمة دون تحكم، وكأننا مبرمجون. الكتاب الذي تتحدث عنه الفقرة يدعو إلى تبني أسلوب حياة قائم على "الاستجابة العاطفية الواعية"، وهذا يعني التعامل مع المواقف الصعبة بأسلوب واعٍ ومدروس، بدلاً من رد الفعل التلقائي. من خلال قراءة وتطبيق الإجراءات المذكورة، يُمكن للأشخاص تحويل تجربتهم الحياتية من تجربة غير مسيطر عليها وردود فعل عشوائية إلى استجابات مدروسة ومسؤولة. توضح الفقرة أيضًا أن محاولتنا للهروب أو التخلص من مشاعرنا العاطفية السلبية ليست فعّالة. بدلاً من ذلك، تقترح عملية الحضور تبني مسؤولية واعية تجاه مشاعرنا، مما يسمح لنا بالنضوج عاطفيًا والتعامل مع الطفل الداخلي الحزين الذي يعيش بداخلنا.